الأبيات 27
تحملــت الهـوى وبـه فسـادي وأهملـت الحجـى وبـه رشـادي
وقـادني الغـرام إليـه حـتى أتيــت بكفــه سـهل القيـاد
وأهــون مـا ألاقـي منـه داء تصــدع منــه أكبـاد الصـلاد
وبالأحســاء وهـي منـاي قـوم بعــادهم نفــى عنـي رقـادي
لهـم جفنـي القريح يفيض ريا بفيـض دمـوعه والقلـب صـادي
هيــامي فيهـم شـغلي ودأبـي ووجــدي منهــم شـربي وزادي
أحــب لأجلهــم خفقـان قلـبي وأهــوى فـي محبتهـم سـهادي
وهـم حصني المنيع وهم سنادي وهـم ركني الوثيق وهم عمادي
سـقى الأحسـاء باريهـا بغيـث يمـد الخصـب مـن صوب العهاد
فللأحســاء مــا دامـت ودادي وفـي أرجـاء سـاحتها مـرادي
وبــالهفوف مــن هجـر غـزال يصــيد بطرفـه طيـر الفـؤاد
تجــور لحـاظه أبـدا وتسـطو علــى قلــبي بأسـياف حـداد
علقـــت بـــه وتيمنــي هلال محاسـنه البديعـة في ازدياد
يضـئ الصـبح منـة تحـت ليـل بهيــم مـن ذوائبـه الجعـاد
أغـازل منه في الخلوات طفلا يقـود إلى الهوى قلب الجماد
إذا أبــدى تبســمه بريقــا أهلــت مقلـتي غيـث الفـؤاد
وأرشــف مـن مباسـمه رضـابا هو الخمر المعتق في اعتقادي
زمــان أقــول للأيـام كـوني كمـا أهـوى فتـذعن بانقيـاد
عليـه مـن الملا وقع اختياري ومـا أخطـأ ولا كـذب انتقادي
لأجـل القـرب منـه فدته نفسي تخيــرت التباعــد عـن بلادي
وذقـت مـن الشـدائد كـل طعم وجبـت مـن الفدافـد كل وادي
وعمـت مـن السرى والليل داج بسـفن العيـس في لجج السواد
يـبيت علـى حـدائجها فراشـي ويصـبح فـوق أرجلهـا مهـادي
إلـى أن أبلـت الأسـفار جسمي أخفـاني النحـول عـن العباد
وصـــرت كــأنني ســر خفــي بــأفئدة الروابـي والوهـاد
فيـا ويـح المـتيم كـم يلاقي لمـن يهـوى بن النوب الشداد
فســاعد يــا إلهـي كـل صـب فإنـك ذو المكـارم والأيـادي
علي الرمضان الشهيد
34 قصيدة
1 ديوان
1854م-
1270هـ-

قصائد أخرى لعلي الرمضان الشهيد