الأبيات 126
إن الرجــــال مــــن ذوي الأزواج بحــــر هـــواكم زائد الأمـــواج
ويحــاً لهـم فـي الصـبح والمسـاء فقـــد اســاؤوا عشــرة النســاء
لا ســــيما الــــذين يرحلونـــا إلــــى بلاد الكفـــر يســـرعونا
ويــــــتركون الأهـــــل والأولادا حرصـــاً علـــى حــرص الكلاب زادا
ولــم يبــالوا شـبعوا أو جـاعوا أو عــــترتهم بعـــدهم أوجـــاع
ينهـــض كــل منهــم مــن حينــه ولـــم يبـــال بفـــوات دينـــه
يخــــرج مـــن منـــزل يهـــرول وأمــــه مـــن خلفـــه تولـــول
كـــم مــر ســبت وخميــس وأحــد ولــم نــر مــن ذلـك الحـي أحـد
أثـروا ومـا واسـوا ولاهـم آثـروا ألهـــاهم عـــن ذلــك التكــاثر
نســأل عنهــم وهــم لـم يسـألوا اســتبدلوا بنــا وعنــا عــدلوا
نســأل عنهــم وهــم لـم يسـألوا عنــا كأنــا مــا رأتنــا مقــل
مضـــى زمـــان وتقضـــى ومـــرق ومــــــا أتانـــــا وَرِق ولا ورَق
فحيــث لــم يكــن نضــار يــبرق ولا لجيــــن ذو صــــفاء يشـــرق
فحســبتنا مــن الــوداد الــورق أو خـــبر مـــع النســيم يمــرق
وذا كمـــا تقـــول حيــن تنطــق مــن فــاته اللحـم كفـاه المـرق
أنفــــــق بلالا لا تخـــــف إقلالا ولا تطـــع فـــي ذلــك العــذالا
وقـــل لهــم واللــه أو تــالله إنـــي لواثـــق بوعـــد اللـــه
أمرتنــــا يــــا رب بالانفـــاق ممــــا بأيـــدينا مـــن الارزاق
وقـــد وعــدتنا عليــه الخلفــا ومــا وعــدتنا بــه لــن يخلفـا
أنــت قطــب الكــون لــولا أنتـم لـــم تـــدر أرحٍ ولا هبــت صــبا
أنـــت روح الكــون لــولا أنتــم كـــانت الأكـــوان كلهـــا هبــا
حيـــا الإلـــه صـــاحب الــوداد وصــــاحب الإســــعاف والإمـــداد
لفــــرط حبــــه لــــه يـــراه ورداً لـــه مـــن جملـــة الأوراد
أحسـن إلـى المحسـن واترك من أسا فــــإنه بفعلـــه ســـوف يُســـا
كمـــا تـــدين أيهـــا الانســان مـــن خيــر أو شــر بــه تــدان
ذهبــــت أزور ســـاداتٍ كبـــارا لهــم فـي النـاس أنـواع النـوال
فقلــت اليــوم أحظــى بالهـدايا مــن الأبطــال والتحــف الغـوالي
فكــــان هـــديتي ضـــيقاً ثفيلا تـــدك لثقلـــه شـــم الجبـــال
ومـــا برحـــت بقايــاه بقلــبي إلـــى أن زرت حمـــال الثقـــال
حـــبيب المصـــطفى طـــه فلمــا دخلـــت البـــاب آذن بـــالزوال
بيــــــت بمكــــــة عــــــامر حجــــــاجه قــــــد فوجـــــوا
طــــافوا بـــه ومـــن الجـــوى خلعــــوا العــــذار وضــــوجوا
والنــــــور بحـــــر زاخـــــر مــــــن فــــــوقه يتمــــــوج
مـــــــــن زاره فبنــــــــوره يــــــوم المعـــــاد يتـــــوج
مــتى يبــدو لـي الـبيت العـتيق مـــتى وقـــتي مكـــدره يـــروق
كـبرت ومـا ارعـويت عـن التصـابي مــتى مــن ســكرتي يومــاً أفيـق
مــتى يــدنو فــؤادي مـن حمـاهم وتـــومض مـــن واحيهـــم بــروق
إذا مـــا كــان للــدنيا طريــق وللأخــــرى إذا ســــلكت طـــروق
بنـو الـدنيا لهـم فيهـا ازدحـام وليـــس لســـالك الأخــرى طريــق
ثيـــاب الـــدين عمتهــا خــروق إذا خـــرق رقعـــت بــدت خــروق
وكــم كــبير إذا أبصــرت لحيتـه تقـول هـذا دقيـق الفكـر والنظـر
فــإن تفــوه فـي شـيء وجـدت لـه نطقـاً ثقيلا يحـاكي الضـرب بالحجر
اصــــبر لكـــل كربـــة وشـــدة وإن تطــل فيهــا حبــال المــدة
لا تيأســـن مـــن راحــة ورحمــة فــــإن تـــوالت شـــدة تـــولت
الـــرزق والمـــوت همــا ســيَّان كلاهمـــا فـــي طلـــب الإنســـان
يجهــــد فــــي تحصـــيل رزق آت وعلـــه قــد عُــدَّ فــي الأمــوات
رياضـــة القـــوم علــى أقســام قـــوت ضـــروري مـــن الطعـــام
وقلـــــــة الكلام والمنــــــام وحملــــك الأذى مــــن الأنــــام
جزيــت خيـراً فـي الـدنى والآخـرة وخضــت فـي العلـم بحـوراً زاخـرة
وكنـــت فقهـــاً كالإمــام مالــك وفقـت فـي النحـو علـى ابـن مالك
واســــتعملِ الحمـــام للأوســـاخ ولا تكـــن عـــن ذاك فــي تــراخ
ولا تكـــن تـــدخله علـــى امتلا ولا إذا البطــن مــن القــوت خلا
وبعــد أن تخــرج بــادر بالغـذا تُكــف بــإذن اللــه مـن كـل أذى
فــي همــزة الأمــر مـن الربـاعي القطــــع والفتــــح بلا نـــزاع
ومــن ســواه الوصـل فيهـا يـذكر تضـــم تـــارة وأخـــرى تكســـر
فابـدأ بهمـز الوصـل مـن فعل بضم إن كــان ثــالث مـن الفعـل يضـم
وإن فتحـــت أو كســـرت فاكســـر وصـــل مواصـــلا وغيـــره اهجــر
تقـول فـي الضـرب مـن الأمـر اضرب ومــن الــذهاب يــا زيــد اذهـب
يا ابن النبي وخير من وطيء الثرى يـا ابـن الـذي ذلت له أسد الشرى
أشــكو لعــز جنـابكم خطبـاً طـرا حـتى جفـا جفنـي لـه طيـب الكـرى
إنــي بكــم وبجـدكم خيـر الـورى أرجــو النجـاة وأن أعـز وأنصـرا
حاشـــا لمجــدك أن أذل وأقهــرا حاشــا لمجــدك أن أضـيق وأضـجوا
حسـبي منيـع جنـابكم عـالي الذرا ممــن تعـدى الحـدَّ فينـا وافـترى
نعمــــــة ربــــــي أرتجـــــي فضــــــلا وأخشــــــى نقمـــــه
أحمـــــده ســـــبحانه حمــــداً حمــــــداً يـــــوافي نعمـــــه
أعـــــط القـــــوس باريهـــــا وأعـــــط الـــــدار بانيهــــا
فــــــــذاك يبريهـــــــا أدرى وذا أدرى بمـــــــا فيهـــــــا
اللــه يــا رب الســموات العلـى ومــن علــى كــل عظيــم قـد علا
ثبِّــت علـى الإسـلام قلـبي واهـدني وبـــرداء العـــز منـــك رَدنــي
كـــــل كلام حســـــن ذكرتـــــه تمَلَّــــه القلــــوب إن كررتـــه
إلاّ كلام الواحــــــد القـــــدير فـــإنه يحلـــو مـــع التكريــر
إذا أردت حافظـــاً يبقـــى معــك فقــل إذا أخــذت نومــاً مضــجعك
باســمك ربــي قــد وضــعت جنـبي فــاغفر بفضــل منــك ربـي ذنـبي
وىيـــة الكرســـي إذا تقراهـــا فإنهـــا حـــرز لمـــن قراهـــا
وبعــد الاســتيقاظ قــل مـا وردا عــن خيـر خلـق اللـه طـه أحمـدا
الحمـــد للـــه الــذي أحيانــا مــن بعــد مــا أماتنـا أحيانـا
وقـــل إذا دفعــت يومــاً صــدقة بنيَّـــــة خالصـــــة محققـــــة
مــا جــاءني مــن فضـلك العظيـم وجهتـــــه لوجهــــك الكريــــم
النــار فــاعلم آخــر الــدينار وآخــــر الـــدرهم هـــمُّ جـــار
فقلبـــــه معـــــذب بينهمــــا مــا لــم يكــن مؤديــا حقهمــا
يخشــى علــى إيمــان مـن تكلمـا حـــال الأذان أو أســـاء مســلما
أو عــقَّ أصــلاً أو تعـاطى الخمـرا أو فـــي صــلاته اســتخف الأمــرا
أو بتشــبهٍ بــذي الكفــر اعتنـى أو الربــا أو الربــا أو الزنـا
أو لازم البدعـــة فـــي حيـــاته أو أمـــن الســلب لــدى ممــاته
أو نــافق النــاس بحيــث خانــا وأخلـــف الوعـــد رضــاً ومانــا
أو اســـتطاع الحــج ثــم فاتــا بغيـــر عـــذره إلــى أن ماتــا
أو أنكـــر الكشــف ولــم يســلَّم أو أكـــثر اغتيـــاب أي مســـلم
أو كــان مولعــاً بــدنياه فلــم يقبـل علـى الأخـرى ويـبريء الألـم
أو ضــعف الإيمــانُ منــه أو أكـب علــى معاصــيه ليــوم المنقلــب
نعـــوذ مـــن جميعهـــا يــا رب بوجهـــك الكريـــم فهــو حســبي
وبـالحبيب المصـطفى أذكـى الأنـام عليـــه أفضــل الصــلاة والســلام
رؤيـا الرسـول المصـطفى التهـامي وحـــــي حقيقــــي بلا اتهــــام
تقـــول فـــي صــفتها الحقيقــة بنــت أبــي بكــر هــي الصـديقة
كفلـــق الصـــبح ضـــياءً وبهــا تقــول هــذا عنــدما تـأتي بهـا
ترانــا فــي الملاهــي كالـدواهي وفـي الطاعـات ليـس لنـا اهتمـام
ونلهــو ثــم نضــحك ملــء فينـا ومــا فينــا احــترام واحتشــام
يمــوت القلــب مــن لهــو ولغـو ويحيـــا كلمـــا ذُكــر الحِمــام
أكرمتمونــــا غايـــة الإكـــرام كـــذا تكـــون عـــادة الكــرام
أشـــكر صـــنعكم معــي وفضــلكم وم اعســى يبلــغ شــكري فضــلهم
أعـــــــف عمّــــــن ظلمــــــك أعـــــط مــــن قــــد حرمــــك
جـــــد وصــــل مــــن قطعــــك تـــــــرَ مـــــــولاك معــــــك
رياضـــة الجســـم دوام الحركــة فيهـا كمـا قـد قيـل نصـف البركة
ونصـــفه الآخـــر فـــي الصــيام عـــن الشـــراب وعـــن الطعــام
أنفعهــا مــا كــان فــي الصـلاة بلا تحـــــــول ولا التفـــــــات
زيــــارة النـــاس لمثلـــي زور يـــــأمرهم بــــذلك الغــــرور
يقـــول ترغيبـــاً هلمــوا زوروا يـا ليـت شـعري مـن هـو المغـرور
ســــماعهم عـــن بُعـــدٍ بزيـــد مثــل ســماع النــاس بالمعيــدي
وينفخــون الكيــر مـن غيـر ضـرم وإنهـــــم يستســـــمنون ذا ورم
عليـــك بـــالرفق وبالمجاملـــة فبــــذا تصــــطلح المعاملــــة
الرفــق فــي كــل الأمــور زيــن والعنـــف عيـــب ظـــاهر وشــين
فــدارهم مــا دمــت فــي دارهـم وحيّهـــم مــا دمــت فــي حيهــم
وأحســـن العشـــرة مــع بعضــهم يعينـــك البعـــض علـــى كلهــم
عليــــك بالصــــدق وبالأمانـــة عليهمـــا دارت رحـــى الديانــة
واعلــم بــأن الكــذب والخيانـة بطانــــة وبئســــت البطانــــة
لباســـك التقــوى لبــاس ســابل يخــــرج فـــي حبتـــه ســـنابل
وكـــل مــن ينــزع ذا اللبوســا لــم يلـق فـي أخـراه إلا البوسـا
فـاركب جـواد الجـد فـي الخيـرات وعمِّـــر الأوقــات فــي الطاعــات
وســـابق الفرســـان والأبطـــالا ولا تكـــــن ســــبهللا بطــــالاً
وقــد رأيــت لــك رأيــاً حســنا إصــحب حســيناً أو أخــاه حســنا
أو مــن تــرى معــه صـلاح الحـال فـي الـدين والـدنيا وكسـب المال
مــن ســره بــذل النـدى فـاهتزا وســــاءه المنكــــر فاشـــمأزا
فــذلك الحــر الكريــم الكامــل تحيـــا بــه الأيتــام والأرامــل
يـا مـن أسـى كـل الأسـى فـي سيره وبـــاع دينـــه بـــدنيا غيــره
هــويت بالــذي هــويت فــي هـوى بعيــدة المــدى قريبــة الثــوى
أوفـــى صـــلاة وأتمهـــا علـــى مَــن ذكــره مــع ذكــر ربـه علا
وآلـــــه وصـــــحبه الأبطــــال أهــل التقــى والعلــم والكمـال
عبد القادر القصاب
77 قصيدة
1 ديوان

عبد القادر بن محمد بن حسين القصاب، أبو المعالي الدير عطاني.

أديب شاعر، وعالم أزهري ورع، ولد في ديرعطية من ريف دمشق، رحل إلى دمشق وتتلمذ على يد شيخها الشيخ عبد القادر بن صالح الخطيب في مدرسة الخياطين لمدة سنتين، ثم رحل إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف عام 1288هـ، مكث في الأزهر سبعة وعشرين عاماً متعلماً ومعلماً وأستاذاً، عاد إلى بلدته عام 1315هـ وأقام معهداً شرعياً في بلدته على غرار الأزهر درس فيه كل مواده وانتفع به خلق كثير، وأقام الجمعية الخيرية الدينية. انتقل إلى رحمته تعالى في ديرعطية ودفن به عام 1360هـ.

من آثاره: (رسالة في التوحيد والحض على على طلب العلم) و(رسالة في الحكم والأمثال)، و(رسالة في النحو، و(نظم متن الدليل في فروع الفقه الحنبلي).

1941م-
1359هـ-