اصحب طويل الباع واغنم بره
الأبيات 66
اصـحب طويل الباع واغنم بره واهجر قصير الباع واحذر شره
ولا تبـع مـن طـال منه الباع إنّ طويــل البــاع لا يبــاع
وبـع قصير الباع من غير ثمن جئتــه عــن ورم لا عـن سـمن
وبـع قصير الباع من غير عوض فـــانه لا جرجـــس ولا عــوض
فلا يكــن للمـرء عنـده غـرض فـــانه لا جـــوهر ولا عــرض
قـد سـمع اللـه عظيـم الشان بلا صــــــــــماخ وبلا آذان
قـول الـتي تجـادل المحببـة خولـة بنـت مالـك بـن ثعلبة
وزوجهــا أوس أبــو الصـامت بــر تقــي مســتجيب قــانت
ظـاهر منها فأتت تشكو الجفا إلـى النبي الهاشمي المصطفى
تقـول قـد ظـاهر منـي بعلـي خلعنـــي جعلنـــي كالنعــل
تقـول لـي منـه صـغار ترحـم وكــل مــن لا يَرحـم لا يُرحـم
تقـول لـي منـه صـغار مالهم حـول ولا قـوة فـارحم حـالهم
تقـول لـي منـه صـغار ضـعفا واللـه حسـبي مـن سواه وكفا
إذا ضــممتهم إلــيَّ جــاعوا وإن ضــممتهم إليــه ضـاعوا
وكــان قــد خطبنــي فتيــة ذات جمـــال بـــارع غنيــة
خطبنــــي غانيـــة غنيـــة بكــراً ولـوداً عنـده مرضـية
حـتى كـبرت ونـثرت البطن له جعلنـــي وأمـــه بمنزلـــة
والمصــطفى يجيبهـا يـابنتي عليــه حرِّمــت ومنــه بنــتِ
وهـي تنـادي يـا رسـول الله إرحـم لحـالي يا عظيم الجاه
فنزلـــت كفـــارة الظهــار وحكمهــا بيــن الأنـام جـار
كـــان الظهــار أولاً طلاقــا طلاق بـــتٍ يــوجب الفراقــا
مـا أنعـم اللـه على الانسان مـن نعمـة أعلـى مـن الإيمان
بـالله مولانـا العظيم الشان وبـالنبي المصـطفى العـدنان
وبعـــدها عافيــة الأبــدان لتســـتقيم صـــحة الأديــان
يظــن النـاس أنـي ذو مقـام وجـاء عنـد صـاحبنا الرئيـس
ومـا علمـوا بـأنّ القرش خير لــه مـن كـل ذي علـم نفيـس
أبا الفتيان كم لك من كرامة ومنقبـة تـدوم إلـى القيامة
إذا نحـن أقمنـا كنـت معنـا وإن سـرنا فتصـحبنا السـلامة
يـا رجـال الغيـب مالي ملجا عنــد دهـم الخطـب إلاّ انتـم
يـا رجـال الغيـب قلت حيلتي وعفـــى رســمي وزاد الألــم
يـا رجـال الغيـب كـل منكـم للأمـــان والأمـــاني حـــرم
يـا رجـال الغيـب حسبي حبكم يــوم تــدعى للحسـاب الأمـم
أصــدق بيــت قـاله القصـاب بيــت رفيــع ولــه أطنــاب
شـفيعك الـذي عليـه المعتمد الأصـفر الرنـان لا بعد الصمد
فـابعثه فيمـا تشتهي وترتجي فــانه بكـل مـا ترجـو يجـي
بالـدرهم المضـروب والدينار حاجـاتكم تقضـى كحـرق النار
لـم يـدر قدر الله غير الله ولـم نحـط علمـاً بـه واللـه
مـواهب اللـه الكريـم لا تحد فلـم يقـف لهـا علـى حد أحد
كـــم تـــرك الأول للأخيـــر وخضـــع الكـــبير للصــغير
ريح الهدى مرت على قلبي وبي مــع أننـي أصـغر أولاد أبـي
قـد بحـث بالـذي أتـاحه غلي تحــدثاً بنعمــة اللـه علـي
رحمتــه لكــل شــيء وســعت مـن يرجهـا جـاء إليـه وسعت
مــا أحـد أكـرم مـن مولانـا كـم نعمـة مـن فضـله أولانـا
مــا أحـد أكـرم مـن مولانـا كــم صـخرة صـماء قـد ألانـا
مــا أحـد أكـرم مـن مولانـا دعــا فلانــاً للهــدى فلانـا
مــا أحـد أكـرم مـن مولانـا يرزقنــا فضــلا ولا ينســانا
يرزقنــا ونحـن نعصـي أمـره مــا أحـد يقـدر منـا قـدره
يرزقنــا ونحـن نعصـي أمـره ولانخـــاف مكـــره وقهـــره
يرزقنـــا تـــودداً إلينــا ونحــن لا نـدري بمـا علينـا
ويـرزق الدودة في قعر الحجر ومـن طغـى ومـن بغى ومن فجر
جــود عميــم مــاوراه جـود مــن قــال لا كـذبه الوجـود
سـبحانه سـبحانه مـا أكرمـه يقـدر عبـده ويجـري الأجر له
يصــحبنا مـع علمـه بعيبنـا وقــت حضـورنا ووقـت غيبنـا
إذا رأى منـا القبيـح سـتره وإن رأى منـا المليـح نشـره
قـد قتـل الإنسـان مـا أكفره إن مســه الشـر فمـا أضـجره
لا يسـأم الانسـان من خير وإن مســـه الشــر فــإنه يجــن
الاســـتواء عنــدهم معقــول لكــن الكيــف لنــا مجهـول
يحكـم فينـا الهـل مـا يريد وكلنــــا لعــــزه عبيـــد
والفــرق بيــن خلقـه بعيـد فمنهـــم الشــقي والســعيد
ومنهـــم القــوي والضــعيف ومنهــم الوضــيع والشــريف
ومنهــم الغليــظ واللطيــف ومنهــم الثقيــل والخفيــف
إن رسـول اللـه خيـر من علم آتــاه مـولاه جوامـع الكلـم
لمـا رأى الثريد ما في أكله فضــله علــى الطعــام كلـه
كفضــل أم المـؤمنين عائشـة علـى النسـاء ميتـة وعائشـة
مكــارم الأخلاق فيهــا جُمعـت فـي غير جنات العلى ما طمعت
بـل زهـدت في غيرها وما ونت وأنهــا فــي كـل بـر برعـت
عبد القادر القصاب
77 قصيدة
1 ديوان

عبد القادر بن محمد بن حسين القصاب، أبو المعالي الدير عطاني.

أديب شاعر، وعالم أزهري ورع، ولد في ديرعطية من ريف دمشق، رحل إلى دمشق وتتلمذ على يد شيخها الشيخ عبد القادر بن صالح الخطيب في مدرسة الخياطين لمدة سنتين، ثم رحل إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف عام 1288هـ، مكث في الأزهر سبعة وعشرين عاماً متعلماً ومعلماً وأستاذاً، عاد إلى بلدته عام 1315هـ وأقام معهداً شرعياً في بلدته على غرار الأزهر درس فيه كل مواده وانتفع به خلق كثير، وأقام الجمعية الخيرية الدينية. انتقل إلى رحمته تعالى في ديرعطية ودفن به عام 1360هـ.

من آثاره: (رسالة في التوحيد والحض على على طلب العلم) و(رسالة في الحكم والأمثال)، و(رسالة في النحو، و(نظم متن الدليل في فروع الفقه الحنبلي).

1941م-
1359هـ-