بِمَـا
بيننـا
مِـن
حُرمـةٍ
ايها
الصَّحبُ
|
دَعُـوني
ومـا
يَقَـوَى
على
حَمِله
القلبُ
|
فـــإني
مَـــدهِىٌ
بخَطـــبٍ
يَســُوءُني
|
وعَيشـِي
فـي
هَـذا
الزمـانِ
هُوَ
الخَطبُ
|
فلا
تُنكِــروا
مِنِّــي
دُموعـا
سـكَبتُها
|
تُخفِّــفُ
أحزَانــي
دمــوعٌ
لهـا
سـَكبُ
|
وآبنــاءُ
هــذا
الــدهرِ
إلا
أقلَّهُـم
|
ظــواهرُهم
ســِلمٌ
وبــاطِنُهم
حَــربُ
|
فمــا
لِـي
وأقوامـاً
بُليـتُ
بحِقـدهِم
|
ومَــا
نَشــبَت
بينِــي
وبينهُـمُ
حَـربُ
|
رأيتهُــمُ
مِــن
جَــانبِي
فـي
تطَـاوُلٍ
|
وليسـُوا
بأكفَـائِي
ومـا
ضـَمَّنا
سـِربُ
|
ومَـــا
لـــيَ
إربٌ
عِنــدهُم
مُتَطلَّــبٌ
|
ولالهُــــمُ
عنــــدِي
فـــأعرفُهُ
إربُ
|
أضـــرَّهُمُ
مِنِّـــي
الــذي
يعرفُــونَه
|
لِســانِي
إذا
جرَّدتــه
صــارمٌ
عضــبُ
|
ألا
دَع
سـَعيرَ
الحِقِـد
يَغلـي
بقلبِهِـم
|
فـإنَّ
سـعيرَ
الحِقدِ
في
القلبِ
لاَ
يخبُو
|
نَــواكِسُ
أبصــَارٍ
أمـامِي
فـإن
أغِـب
|
تطــاولًََ
رأسٌ
منهُــمُ
وانـبرَى
السـَّبُّ
|
ويُضـــحِكِنُي
مِنهـــم
إلَــىَّ
تســَابقٌ
|
ليُخبِرَنــي
خِــبٌّ
بمَــا
قــالَه
خِــبُّ
|
كــذلك
أربَــابُ
المَخــازِي
إذا
هُـمُ
|
مخَــازيَهُم
أنهَــوا
تَملَّكَهُــم
رُعــبُ
|
أمــا
يَضـحكُ
الكَلـبُ
المَهَتَّـمُ
نَـابُه
|
إذَا
هُــوَ
عَـن
أنيـابِه
كَشـَّرَ
الكَلـبُ
|
وأَبغَــضُ
مــا
عنـدِي
التحبُّـبُ
مِنهُـمُ
|
وبُغضــُهمُ
واللــهِ
عنـدِي
هُـوَ
الحـبُّ
|
فأَفقِــدُ
فــي
مَراهُــم
كــلَّ
راحَـتي
|
فقُربُهـــمُ
بُعـــدٌ
وبُعـــدُهمُ
قُــربُ
|
ومَــا
ضــرَّهُم
أخزاهُـمُ
اللـهُ
أننِـي
|
لِســـَانيَ
ســـبَّاقٌ
وعِرضـــُهُمُ
رَحــبُ
|
عرفتهُـــم
أمــا
الوفــاءُ
علَيهِــمُ
|
فصـَعبٌ
وأمـا
الغـدرُ
فَهـوَ
لَهـم
دأبُ
|
كلامهُــــمُ
رجــــسٌ
وخُلطَتُهُـــم
أدىً
|
ورُؤيتُهـــم
شـــُؤمٌ
وذِكرهُــم
كَــربُ
|
أخِســـَّاءُ
خُلـــقٍ
ســَافِلاتٌ
نفوســُهُم
|
طِبــاعٌ
عليهَــا
مُـذ
فِطـامِهِمُ
شـَبُّوا
|
طبــــاعُهُم
تُنِبِيـــكَ
أنَّ
أُصـــولَهم
|
تَبَـرَّأ
مِـن
أنسـَابِها
العُجـمُ
والعُربُ
|
منـــاظِرهُم
تُعــدِي
فحســبُكَ
مِنهُــمُ
|
فٍِـرارٌ
فهـم
بيـن
الـورَى
إبـلٌ
جُـربُ
|
ثِقَـالٌ
علـى
الأرواح
إن
هُـم
تكلَّمُـوا
|
وإن
ســَكتُوا
فــالمقتُ
عنهُـمُ
يَنصـَبُّ
|
لقَــد
خبثــت
مِنهــم
نفـوسٌ
شـَريرَةٌ
|
وخُبـثُ
النفُـوسِ
الـداءُ
ليـسَ
لـه
طِبُّ
|
وقــد
أظلَمـت
بـالإثمِ
منهـم
بـوَاطِنٌ
|
فنُـورُ
الهُـدَى
لـو
حـلَّ
باطِنُهم
يَخبُو
|
وإيــاكَ
ذِكــر
العِـرضِ
منهـم
فـإنَّهُ
|
علـى
نَتـنِ
أجيـافِ
الكلابِِ
لقَـد
يَربُو
|
وتأكــلُ
نـارُ
الهجـوِ
يـابسَ
عِرضـِهِم
|
كحَطــبٍ
وأعـراضُ
اللئام
هـيَ
الحطـبُ
|
هَجـــوتُهمُ
لا
بــل
هجَــوتُ
بهَجــوهِم
|
قَريضـِي
فمـا
للكلـبِ
بالصَّارم
الضَّربُ
|
ولَـو
قلـتُ
مـدحا
فيهِـمُ
مـاتَ
حِينـهُ
|
وإن
قلـتُ
هجـواً
ردَّدَ
الشـرقُ
والغربُ
|
ألـم
ينظـرُوا
بيـنَ
الأنـامِ
مقـامَهُم
|
فيـا
قَلبَهُـم
لـو
كـانَ
عنـدَهُمُ
قَلـبُ
|
أتيــهُ
وأَزهُــو
فـي
الأنَـامِ
مُجـرِّرا
|
لأَذيـالِ
مَجـدٍ
فـي
يدِي
الصارمُ
العضبُ
|
أدوسُ
بأقـــدامِي
جِبَـــاه
عزِيزِهــم
|
وغـن
رامَ
رفعَ
الرأسِ
فالهَلكُ
والعَطبُ
|
وأرفَـعُ
رأسـِي
شـامخَ
الأنفِ
في
الورَى
|
ولِي
من
فِعالي
المالُ
والجاهُ
والصَّحبُ
|
وتَعرفُنــي
الأخلاقُ
والفَضــلُ
والنُّهَـى
|
وتَعرفُنِــي
الآدابُ
والعلــمُ
والكُتـبُ
|
ويعرفُهــم
بَعــدَ
النذَالــةِ
لُـؤمُهُم
|
وغَــدرٌ
ومكــرٌ
والخِيانَــةُ
والنَّهـبُ
|
مَــتى
حُجِـزَت
عَنـي
المَراقِـيُ
والعُلاَ
|
وهـل
بيـنَ
ذي
مَجـدٍ
وبيـنَ
العُلاَ
حُجبُ
|
ومَـا
أنـا
فـي
أهـلِ
القريـضِ
كمعشَرٍ
|
إذا
مُنِحـو
ذَبُّـوا
وإن
مُنِعُـوا
سـبُّوا
|
وإن
كـانَ
لِـي
فـي
الشعرِ
مُتعَةُ
خاطِرٍ
|
فَــوِردُهُ
لِـي
عـذبٌ
ورَبعُـهُ
لـي
خِصـبُ
|
قَريضـــِىَ
تُـــوحِيهِ
إلَــيَّ
قَريحتِــي
|
فَأشـدُو
بـه
شـَدوا
بـه
يُخلَـبُ
اللُّـبُ
|
معـانِيه
لِـي
قـد
أسـفَرت
عَن
لِثامِها
|
ويـأتِي
ذَلـولاً
منـه
لـي
يَسهُلُ
الصَّعبُ
|
أطـــوفُ
علـــى
أزهــارِه
مُتَنشــِّقاً
|
وأشـرَبُ
مِـن
سَلسـَالِهِ
وهـوَ
لـي
عَـذبُ
|
وتَجثُـــو
معَــانيهِ
أمــامِىَ
خُضــَّعاً
|
وقافِيــة
عَصـمَاءَ
لـم
يُجدِهضـا
هُـربُ
|
ولــم
أحـترِف
يومـاً
مَديـحَ
قصـَائِدي
|
إذا
جَــاء
ذُو
مَـدحٍ
وفـي
يَـدِه
قَعـبُ
|
بَلــى
إنَّ
مَـدحِي
فـي
البريَّـةِ
مُوقَـفٌ
|
علَــى
مفـردٍ
تَهمِـي
بِنَـائِلهِ
السـُّحبُ
|
فَيعرِفُنــي
رَغــمَ
العِــدَا
وكَلاَمُهُــم
|
وأعرِفُــهُ
والنَّــدبُ
يَعرِفــه
النَّـدبُ
|
ولَســتَ
تَرانِــي
واصـِفاً
غيـرَ
خَمـرةٍ
|
إذا
كنـتُ
فـي
حَفـلٍ
وطـابَ
لِيَ
الشُّربُ
|
يُمازِجُهَــا
السـَّاقِي
فَيطفُـو
حُبَابُهَـا
|
أيطفُـو
بسـَطحِ
المـاءِ
لُؤلُـؤهُ
الرَّطبُ
|
أوِ
الحَــدقَ
المُرضـَى
وهُـدبَ
شـِفَارِها
|
إذا
مـا
ارتَخت
في
خدِّها
تِلكمُ
الهُدبُ
|
أو
البَانــةَ
المَيسـَاءَ
أُحـرَمُ
ضـَمَّهَا
|
وقَــد
ضــمَّها
وَيلاه
فـي
أهيـفٍ
ثَـوبُ
|
ولــي
خيــرُ
إخـوانٍ
يـوَدُّون
عِشـرَتي
|
ولِـي
قَـد
تَصـافَى
منهُـمُ
الوُّدُّ
والحُبُّ
|
يُحِبـــونَني
حُبـــا
أحِبُّهُـــمُ
بِـــه
|
فَمِنِــي
لهـم
قَلـبٌ
ولـي
منهُـمُ
قلـبُ
|
أمــوتُ
بِهِــم
بُعــدا
وأنعَـشُ
كلَّمَـا
|
نَسـيما
بِـذكراهُم
علـى
خَـاطري
هَبُّوا
|
مناجِيـدُ
أقيـالٍ
حُضـورٌ
لـدَى
النَّـدَى
|
ألُـوذُ
بهم
في
الكربِ
إن
دَعهَمَ
الكَربُ
|
ألبَّـــاءُ
أكيــاسٌ
لَطِيــفٌ
حــدِيثُهُم
|
كأَنفـاسِ
زَهـرِ
الـرَّوضِ
بَـاكرَه
الصَّوبُ
|
يفـوحُ
أريـجُ
المسـكِ
إن
ذُكِـرَ
اسمُهم
|
فــأذكرُهُم
والطِّيــبُ
يعشـَقُهُ
القَلـبُ
|
هُــمُ
فـي
الـورَى
حَسـبِى
وأنَّ
سـِواهُمُ
|
بأسـفَل
أقـدامِى
عَسـيفِ
الـذُرَى
حَطـبُ
|
فَيـا
سَعدَ
مَن
في
الناسِ
قد
طَاب
ذكرُهُ
|
وياشـُؤمَ
مـن
بالـذَّمِّ
فِيه
مَشى
الركبُ
|
ومــا
المَــرءُ
إلاَّ
ذِكــرُه
بفضــٍيلَةٍ
|
ومــا
ذِكــرهُ
إلا
فِعــالُه
والكَســبُ
|
فَثـابِر
علـى
كَسبِ
المحَامِد
في
الوَرى
|
ليشــكرَكَ
التاريـخُ
والنـاسُ
والـربُّ
|