خَلِيلَيَّ هل لي فيكُمَا من مُرَافِقِ
الأبيات 61
خَلِيلَـيَّ هـل لـي فيكُمَـا مـن مُرَافِقِ صــديقٍ صــدوقٍ فـي المـودة رافِـق
رؤوفٍ عطـــوفٍ ذي صـــفاءٍ وعفَّـــةٍ خلّــيٍ مــن الإغشــاشِ غيـر مُمَـالِقِ
يُســاعِدُني فــي تـركِ دنيـاً دَنِيَّـةٍ مُعَانِقُهَــا تَبــاًّ لَــهُ مـن مُعَـانق
إذَا اقبلــت تَزهُــو جمـالاً كأنَّهَـا مـن العُـرُبِ الأَتـرابِ فـي عينِ عَاشِقِ
فَيَغتَـرُّ ذُو الجهـلِ العظيـمِ بحسنها ويتبــعُ فــي تحصـيلها كُـلَّ نـاعِقِ
وتُشــغِلُهُ عــن ذكـرِ مـولاهُ دائمـاً وفيهـا يُعـادِي مَـن لـه مـن أَصَادِقِ
يَضــِنُّ بِهـا مـن جَهلِـهِ وهـيَ جِيفَـةٌ وَيحســـِبُهَا خِلاًّ لــه لــم يفــارق
وعمــا قليــلٍ ســوفَ يُؤخَـذُ عنـوةً وتَهـوِيِ بِـهِ الأَيَّـامُ مِـن رَأسِ حَـالِقِ
ألاَ إِنَّهـــا لا تنقضـــي نكباتُهــا علـى كـل ذِي لُـبٍّ مـن النـاس حاذِقِ
وفيهــا بَخِيــلٌ مُمسـِكٌ حـازَ نعمـةً تَفَكَّــهَ فيهــا كَـالكَفُورِ المُشـاقِقِ
ولــو أنهــا تَسـوىَ جنـاحَ بعوضـَةٍ لمــا ذاق منهـا شـَربَةً كـلُّ فاسـِقِ
ولكنَّهـــا حَـــظُّ الشــقي فَــدَأبُهُ إذَا أَبطرتُــه كَالحِمَــار المنـاهِقِ
لقد ضاع عمرٌ منهُ في اللهو والمُنَى ونــومٍ وأكــلٍ فَهــوَ أوبَــقُ آبِـقِ
عليكَ بتقوى الله ما اسطَعتَ يا فَتَآ وخُــذ كُـلَّ مـا آتـاكَ خَيـرُ الخَلاَئِقِ
وعمــا نَهَـاكَ انتَـه وَجِنـب جميعَـهُ تَنَـل فَرَجـاً عنـدَ اشـتِدَادِ المَضَايِقِ
وَلا تَبتَــدِع فَالشـَّرُّ فِـي كُـلِّ بِدعَـةٍ ومَــن يَبتَــدِعهَا لاَ تَصــِلهُ بِـدَانِقِ
وَبَيـنَ السـَّمَا والأَرضِ لِـو طَارَ عَابِدٌ وَسـَارَ علـى وِجـهِ المِيَـاهِ الدَّوَافِقِ
فَزِنــهُ بِمِيــزَانِ المُطَهَّــرِ شــَرعُهُ فَـإن وَافـقَ الشـَّرعَ الَّشـرِيفَ فَوَافِقِ
وَعَظَّمــهُ بَيــنَ العَــالمِينَ فَــإِنَّهُ وَلــىٌّ قَفَــى آثـارَ أَهـلِ الحَقَـائِقِ
وَإِن لَــم يُوَافِــق فـالرَّجِيمُ أَضـَلَّهُ بِتَخيِيـلِ نُـورٍ فـي دُجَا اللَّيلِ شَارِقِ
وَشــَعبَذَةٌ مِــن نَــوعِ ســِحرٍ مُحَـرَّمٍ بِهَـا صـارَ للشـيطانِ أدنَـى مُصـَادِق
فَجَنِّبــهُ واحــذَر أن تُحَســِّنَ فِعلَـهُ وحَـذِر جميـع النـاس عـن كـلِ مائِقِ
وفـي الشـرع ما يغنيك عن كل بدعة وفعـــل جهــول للشــريعة خــارق
وبِـالعٌرفِ مُـر واصـبر لتغيير منكر فصـــمتُكَ إن عـــايَنتَهُ غيــرُ لاَئِقِ
وفــي ســابقٍ لــه القـولَ مُخفِيـاً ليبلــغ فيــه النصــحُ ثُـمَّ بِلاَحِـقِ
إذا لـم يَتُـب فالفِعـلُ بِاليَدِ واجبٌ عليــك إذا أَدركــتَ إبطـالَ زَاهِـقِ
وإن لـم تُطِـق بالفعـلِ تغييرَ منكرٍ فبـالقولِ جَهـراً لَـو بـأَرفَعِ شـاهقِ
والا بقلـــبٍ وهــو أضــعفُ حالَــةٍ كـذا رتَّـبَ الهـادي علـى كـل رَامِقِ
وحــاذِر ثلاثــاً هُــنَّ كِـذبٌ خِيانَـةٌ وإخلاَفُ وَعــــدٍ آيـــةٌ لِلمُنَـــافقِ
وإيـــاكَ ايــاك الزنــاءَ فــإنه طرِيقــة ســُوءٍ مـن أضـل الطـرائق
فمـن عَـفَّ فـي الـدنيا تَعِـفُّ نساؤُه وإِلاَّ يُجــازَى بــالجزاءِ الموافــق
ولا تُــرَ مغتابــاً حقـوداً مرائيـاً ولا تَطلُبَــنَّ الـرزقَ مـن غيـر رَازِقِ
ولا تصـحبِ النمـامَ والحاسـِدَ الـذي يَضــُرُّكَ كالشـيطانِ مـن غَيـر فـارِق
ولا تتكـــبر لا تكــن مُعجَبــاً ولا تَــكُ مَكَّــاراً فـالمكر سـوء حـائِقِ
ولا تبـغ فـي الأرض الفسـاد كظـالم وقــاطع طُــرقِ المســلمين وسـارق
ولا تقتــل النفـس المحـرم قتلهـا وقـل لسـت للخمـر القبيـح بـذائق
ولا تــك للتنبــاك يومــاً بشـارب مـدى العمـر أو فـي مِنخِرَيكَ بِناشق
فـــذاك خــبيث ذو فســاد وعلــة يســوقهما للجســم أســرعُ ســائق
فيـا أيهـا الملتـذ بـالتتن عادة وَســَمتَ المُحَيَّــا بِالسـَّوادِ ففـارقِ
عليــك كــرام كــاتبون أســأتهم بمنتـنِ ريـحٍ منـك فـي الفـم لاصـق
لقـد عـم فـي كـل الأقـاليم جملـة فلا حــول عمــا عــم إلا بخــالقي
ومـــا هــو إلا كالحشــيش محــرم ومــا هـو غلا مـن كبـار الصـواعق
ومـا كـلُّ ذي طبـع سـليم من الورى إلــى شـرب كـل المنتنـات بتـائق
وامــا الـذي تُحِييـه رِيـحٌ كريهـة إذا مـاتَ مِـن طِيـبٍ مِنَ الوَردِ عَابِقِ
فــذا جُعَلـيُّ الطبـع لا تعتـبر بـه فَلَيـــسَ لمألوفـــاتِهِ بالمفــارق
ولا تـــك مُغتَـــرّاً بصـــاحبِ هَيئَةٍ فكــم خـادع مـن خُلَّـبٍ ضـَوء بـارِقِ
وحــافظ علــى الإســلاَمِ إنَّ بنـاءَهُ علـى عَـدَدٍ قـد جـاءَ فـي نقل صادقِ
فتشـهد أنَّ اللـه فـي الذاتش وَحدَهُ وفـي الوصـف والأفعـال ربُّ المشارقِ
وتنفــي جميــعَ العابـدين لغيـره ومَعبُـودَهم فـي الحالِ من غيرِ عائِقِ
وتشــهد أن المصــطفى خيـر خلقـه محمـــد المبعــوث أصــدقُ نــاطق
ولا تَتَمَـــاهَن بالصـــلاةِ جميعهــا إذا قــال داعيهـا هَلِمُّـوا فسـابق
وكُــن خاشـعا فيهـا بقلـب وقـالب ولا تتفكــر فــي بحــور المغـارق
وأدِّ زكـاةَ المـالِ فـوراً فَلَسـتَ من حِبَـالِ الرزايـا وَالمَنايَـا بِوَاثِـقِ
بهـا المـال يَنمُـو كُلَّ حين ومَنعُهَا إَذَا وَجَبَــت لِلمَــالَ أَســرَعُ مَـاحِقِ
وصـُم إن شـَهِدتَّ الشـهرَ لكـن بِنِيَّـةٍ ولا تتعــرض فيــه كــل البــوائق
وإن كُنــتَ مَعـذُوراَ فَبَـادِر قَضـَاءَهُ وحُــجَّ لـبيتِ اللـه قبـلَ العـوائِقِ
علـى الفـور اذ تَمَّـت أداً مُوجِباتُهُ وخُــذ فِـي أَدَا أَفعَـالِهِ بالتناسـق
ومـن بعـد مـا تقضي المناسكَ كُلَّهَا فَخُـذ مسـرعاً فـي قطـع كل العوائق
وبـادر إلـى الإِقدام إن كنت عاشقاً وسـِر لـو على الاَقدَام في جوف غاسق
إلـى طيبـةَ الغـرَّاءِ والـزَم سكينةً إذَا جِئتَهَـا فـي دُورهـا والمرافـق
ولا تُهمِــلِ الآدَابَ مـن حيـثُ تَنتَهِـي إلـى حضـرة المبعـوثِ أصـدقِ نـاطق
راشد بن خنين
3 قصيدة
1 ديوان

راشد بن محمد آل خنين العائذي الخرجي الحنفي.

شاعر معاصر للشيخ محمد بن عبد الوهاب وكان من المعارضين لدعوته، وقد أتى عثمان بن سند في كتابه (سبائك العسجد) على طرف من أخباره وأثنى عليه بقوله:

العلم علم ابن ليلى وحلمه حلم صخر

يا ويح نجد جفته وكان فيها كبدر

وأشار إلى أنه توفي في الزبارة وأن صاحبها ابن رزق وصل أولاده بالأرزاق.

1748م-
1162هـ-