الأبيات 101
أأن عرفـــت لمـــي بــاللوى طللا أمســى تنـاثَرَ مـاء الجفـن منهملا
هلهلـت تنـدب مـن بعـد ارعواً عُصُرا أيـام تسـحب مـن ربـط الصـبا حُلَلا
أيــام ترفــل ميلا فـي ملـى طربـس عصـر الشـبيبة تمشـي مشـية الخيلا
لا تنثنــي عــن هـوى تطيـع داعيـه ولا تــرى مـن عـذول تقبـل العـذلا
ومــا تريـع ومـا إن ترعـوي كلفـا بــذكر ميــة مشــغوفا بهــا ثملا
ربــع تقــادم عصــراً كنـت تـألفه عصــرا تُعَــلّ بـه مـن نيلهـا علَلا
عصــر تراقــب منهــا مـا تراقبـه وحفــا أثيثـا وثغـرا واضـحا رتلا
تزينـــه أشـــُرٌ يحتلهـــا شـــنب يحكــي الاقــاح بهـا لا يكتسـي للا
عجــزا تســاقطها أعجازهــا فتَـرا تنــوء حاملــة فــي نوئهــا ثقَلا
تثنــي معاطفَهــا ميسـا علـى مهـل مشـي النزيـف تُـداني خطوهـا كسـلا
حـورا تـدافع حـورا كالمهـا حـدقا تحكــي مــدامعها والأعيُــنَ النجلا
جُمّــا خــدالاً لـدات كالظبـا عُرُبـا بيضــا نـواعم أشـباه الـدمى قبلا
أزمـان إذا كسيت جيبيب البهاء حلا مــي لتــبرز مــن لبـس الحلا عطلا
لمــا تنكـر عـن عهـد الحسـان بـه أمســى مجــر ذيـول الرامسـات خلا
كــانت تحليــه أيـام اللـوى عـرب أمسـى كسـاه عفـا بعـد الحلى وبلى
أو الجنــائب تكسـوه البلـى سـحرا أو الشــمائل تمحــو رســمه أصـلا
أو ذاريـات مـن أنفـاس الصبا عصفاً أو عــائداتٌ لهـا مـن نكبهـا مهلا
تحكـي المناسـجَ مـن حوك الرياح به كأنهــا كلّلَــت مــن حوكهــا كللا
تشــو الأوابــد فــي أنحـائهِ زجلاً شـبه الجـواري بـه عصر اللوى زجلا
أو ســـاحبات علـــى أطلالــه طفلا وســـــاحبات علـــــى اطلائه طفلا
اضــحى تنكــر لــم يمـرر بـه ارم إلا التجاويـــــد والأرواح والطلَلا
أو الــوليّ يلــي الوسـمي منبجسـا أو نائحــات بــه تزجــى لـه وبلا
تحكــي أباطحُهـا غـبّ الحيـا لجَجـاً ترمـى الغـواربُ فـي تيـاره السبلا
غلبـــاء علبــاء علكــومٌ مــذكّرةُ قــود ذمــولٌ تبــاري أينُقـا ذمُلا
حــرف جمــوح دفــاق عنــدل أجــدٌ روعـا تمـلّ ومـا ان تشـتكي المللا
عوجـا تعـاطي ضـروب السـير فارهـة الملـع والـدلو والتبغيـل والرملا
فتلا الــذراع نعـوبٌ تجنـح المرطـى طــورا وآخـر فيـه تمتطـي الرسـَلا
حينــا تنُــصُّ وحينـا تنتحـي خبَبـا عــدو العملــس فـي ميـدانه نسـَلا
أو تُعمِلَــنّ لهــا عرندَســاً يَقَقــاً عبلا خفيــف العجــا عركَركــاً عمِلا
نــاج يحـاكي نجـا مستانِسـاً لهقـا طــاو يجــوب الفلا أو نقنقـاً زعِلا
لا يشــتكي حفيــة الأخفــاف منتعلا بطــن الأظــلّ لـه بالمنسـم انتعلا
وهمــا خروسـا يهُـدّ الصـخر كلكَلـه إذا علا ثفنــات المــبرك اعتــدلا
لاعٍ يبــاري الـبرى مسـتربعاً حصـداً مــن الســنام بنـى للرحـل مكتفَلا
ينســل تحــت ظلال الســوط منسـبلا عـدو الهجّـفِ تـرى فـي شـده العجَلا
خــانت عهــوداك مـي بعـد وصـلتها فاصـرم وسـائل مـا مـن ميّـة اتّصلا
وصــل وســائل مــن ترضـى وسـائله مـن يسـتر العيـب والأوزار والزلَلا
نــور البريـة كنـز الكـون بهجتـه نـور الخلائق اسـناها حلـى الفضـلا
ذي المعجـزات الـتي لا قيـس يدركها لم يدر ما قيسها الكيسى ولا العقلا
قـد كـان يزعـم أمـرا لا يليـق بـه مــن ظــن أن لــه فـي قيسـه مثلا
مــا مثلــه ملكــي البـاطني سـنا كلا ولا بشـــــرى الظـــــاهري جلا
بــه القــديرُ بــدا أكـوانه أزلا لــولاه مــا قــدرت أكــوانه أزلا
مــن نـوره فتـق الأكـوان مـن عـدم وصــور العــالم العلـوي والسـُفُلا
بـه ارتقـى بشـرٌ عـن غيرهـم شـرفاً كمــا ارتقــت عــرَبٌ منـه علاً بعلا
مـن يبصـر الحـق يستبصـر بـأن لـه عنــد الجليــل علـى أكـوانه مهَلا
كـم أخـبرت واسـتغاثَ الأنبيـاء بـه وبشـــرت رســـلٌ انبـــاؤه رســلا
مـن آيـه كـل ىـي الانبيـا اقتبسـت وكــل فضــل لهـا مـن فضـله فضـَلا
مـن نـوره قـد سرى في المهتدين به منـه ارتوى الصحب والأقطاب والبدلا
فــالمؤمنون لهــم فـي نـوره تبَـعٌ كــل لنـور الهـدى مـن نـوره حملا
فلا ثنـــاء يـــرى وان علا رتبـــا جــل العلــي يــرى كقــوله لعلـي
مــن نــوره ذ بـدا للكـون مـبرزَهُ عـم الـبرى والورى والسهل والجبلا
نيـران فـارس عـن طـول الصلى خمدَت لــم يغتهـا مصـطل جـم وطـول صـلا
ونكســـت ضـــرُفاتٌ بـــاللوى ملئت اضــحت أكاســرها مــن الأسـى همَلا
وغــاضَ بحـر طمـى لمـا أضـاء هـدى لـم يبـق نـور الهدى من غمره بلَلا
والجــن قـد عطّلـت منهـا مقاعـدها يــذودها شــررٌ يســطو بهــا عطلا
وبــذت العــرب العربــاء حكمتُــه واللسـنَ واللقـن والحـذاق والنبَلا
وأخــرس البلغــا عمــا بـه نطقـت نطقـا لـه العجـم حـتى كلّهـا خجلا
والضــب صــدّق لمــا كــذبوه بــه والســرح صــدّق إذ نــادوه منتقلا
والــذئب عــنّ وحـنّ الجـذعُ يطلبـه والوبــل ســحّ بـه وانهـل وانهملا
والشــمس ردت وشـق البـدر مقتربـا والمــزن خيـم يبنـي دونـه الظلَلا
واللحــم نـم بمـا مـن سـم اودعـه ليــدفع الســم إذ أهـديَ لـه أكُلا
والطودُ ترد إلى الهلكى الحياةُ بها بـــإذن بارئهـــا وتــبرى العللا
الأمــنُ واليمــن والاسـعاف شـيمتها تمحـو الـديون وتنفى القلّ والفشَلا
كـم صـادفت وصـبا فاسـتبدلته شـفا وكــم غـدا وشـلٌ مـن يمنهـا وشـلا
غــذّت بصــاع وروّت عســكراً ورمــت سـود العسـاكر فانهـدت بهـا شـلَلا
مـرت علـى حشـف لـم يبـد مـن لبـن فامتـــد ممتلئا بالرســـل محتفلا
مـا الحـزم والعـزمُ إلا مـا يهم به والحــقّ والعـدل الا مـا لـه عـدلا
وهـل كرجـل تـبين فـي الصـفا أثرا ولا تبَيّنــــهُ مهمـــا تطـــا وحلا
ولا تــبين بســير الخطــو ســائرةً إلا تهـــــادى يهــــدّيها ملا لملا
أو رؤيـة مـن قفـا كـالرأي من مقَلٍ وهــل يـرى كتـف قـد شـابه المقلا
مــــن لا ظلال بــــه تظـــل دائرة ان الظلال إلــى الأنـوار لـن تصـلا
وهــل يــرى كسـنا القـرآن معجـزة كــل المشــارق فــي أنـواره أفلا
وحـيٌ علـى روعِـهِ المعصـوم مـن خطلٍ بــه الأميــن لــه مـن ربـه نـزلا
وهــو المعـبر عمـا قـد أتـاه بـه تلـك الأمانـة بلـهَ الميـن والوكَلا
ان المعــالي امســت بـالنبي علـت ومــن ســواه بهـا عمـن سـواه علا
مـن لا يـرى فارغـا مـن بـدئه شغلا وحكمــــــه عملا ونبــــــذه عملا
ونشــــــره مللا أو طيـــــه مللا وحفظـــــه جملا أو صـــــوغه جملا
أو نحتــــه مثلا أو نحلــــه نحلا او بعثــه رســلا أو جــوبه ســبلا
أو دفعــــه ثُلَلاً أو نــــدبهِ ثُلَلاً أو نصــــره ثُلَلا أو خــــذلهِ ثُلَلا
أو قــــوده ذللا أو ركضــــه ذُمُلا أو نهبــــهِ إبلا أو قســــمهِ ابلا
دعــا البريــة للرحمــن منتصــرا إلــى هـداه دعـاهم دعـوة الجفلـى
فمــن أتـاه غـدا مـن أهـل ميمنـة ومــن جفـاه كسـاه الهـون والخجَلا
يقــود أسـدا تخـاف الأسـدُ مشـهدها إذا وقيـد الوغى في المعرك اشتعلا
لا يشـتكون شـبا الهيجـا إذا ركبوا زرقــا كوالـح عـن أنيابهـا عصـُلا
لا ينثنــون عـن الأقـران ان بـرزوا ولا يهونـون إن مـا ادارعوا الخيلا
ان بـارز القـرن مـن أبطـالهم بطلٌ تخــاله ضــيغما قـد بـارز الحمَلا
تحــت الســنوّر تـردى وسـط معـترك مـن المنايـا تسـقّى العـلّ والنَهَلا
لا تنثنـى مـا انثنـت منها هوى عطل تشــكو الفـرائصَ والأنسـاء والعطلا
مــا بيــن سـاقطة بـالفرغ خاضـبة منهــا وكابيــة تبـدي حشـى وكلـى
أســد ورود حيــاض المـوت ديـدنها تحسـو زعـاق الردى يوم اللقا عسلا
يلقـون أسـدا غضـابا معمليـن بهـا صــوارم الهنــد والخطيـةَ الـذُبُلا
تخـال كـل مصـاب فـي الـوغى مهَهـاً يستصــغر الشـج والأنـداب والشـبلا
تعلــو بهـم همـم عليـا علـى رتـب مـن دونهـا زحـل لـو حـاولوا زحلا
يـرون نيـل رضـى المـولى منى جللا وغيـر نيـل رضـى المـولى خزى جلَلا
لا يشـــركون بــدين ربهــم أحــدا يرجـون منـه اللقا فأصلحوا العملا
لأن تكــون مــن الفــردوس دورهــم وأن تكـــون لهــم جنّــاتهُ نــزُلا
وخالــدين بهــا فــي خيـر منزلـة لا يبتغــون بهــا لغيرهــا حــولا
إنــي لآمــل مــن مـد حـي ذا أملا عســى بمــدحي ذا أن أبلــغ الأملا
أرجـو أمانـا إذا مـا ينقصـي أجلى أرجــو بنيليــه أن أفـرح الجـذلا
ذا يهيــج الـورى مـن ذنبهـم وجـلٌ لا أختشـى في الورى من ذنبي الوجلا
وإن عراهـم بمـا قـد اسـلفوا وهـلٌ فلا أخــاف بمــا أســلفته الـوهلا
إنـي اعتقلـت بحصـن المصـطفى وكفى بالمصــطفى وزرا لمــن بـه اعتقلا

محمد بن عبد الجليل العلوي.

شاعر من شعراء شنقيط، ينتمي إلى أسرة لها قدم السبق في العلم والأدب، وهو حفيد حرم بن عبد الجليل العلوي، ووالد عبد السلام بن محمد العلوي وهما من الشعراء الأعلام. أورد له صاحب كتاب الشعر والشعراء في موريتانيا أبياتاً من الشعر.