تَعَلَّقَ رُوحِي رُوحَهَا قَبْلَ خَلْقِنَا
الأبيات 8
تَعَلَّـقَ رُوحِـي رُوحَهَـا قَبْـلَ خَلْقِنَـا وَمِنْ بَعْدِ مَا كُنَّا نِطَافاً وَفِي الْمَهْدِ
فَـزَادَ كَمَـا زِدْنَـا فَأَصـْبَحَ نَامِيـاً فَلَيْـسَ وَإِنْ مُتْنَـا بِمُنْفَصـِمِ الْعَهْـدِ
وَلَكِنَّــهُ بَــاقٍ عَلَــى كُــلِّ حَـادِثٍ وَزَائِرُنَـا فِـي ظَلْمَةِ الْقَبْرِ وَاللَّحْدِ
يَكَـادُ حُبَـابُ الْمَـاءِ يَخْـدِشُ جِلْدَهَا إِذَا اغْتَسَلَتْ بِالْمَاءِ مِنْ رِقَتِ الْجِلْدِ
وَإِنِّــيَ أَشـْتَاقُ إِلَـى رِيـحِ جَيْبِهَـا كَمَـا اشْتَاقَ إِدْرِيسٌ إِلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ
وَلَـوْ لَبِسـَتْ ثَوْباً مِنَ الْوَرْدِ خَالِصاً لَخَــدَّشَ مِنْهَـا جِلْـدَهَا وَرَقُ الْـوَرْدِ
يُثَقِّلُهَــا لُبْــسُ الْحَرِيـرِ لِلِينِهَـا وَتَشـْكُو إِلَـى جَارَاتِهَـا ثِقَلَ الْعِقْدِ
وَأَرْحَــمُ خَـدَّيْهَا إِذَا مَـا لَحَظْتُهَـا حِـذَاراً لِلَحْظِـي أَنْ يُـؤَثِّرَ فِي الْخَدِّ
قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ
76 قصيدة
1 ديوان

   قيسُ بنُ ذَرِيح الليثيِّ، مِنْ بَنِي عبدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ، شاعِرٌ مِنْ عُشّاقِ العَرَبِ المَشهورِينَ، وصاحِبَتُهُ لُبْنَى بنتُ الحُبابِ الكَعْبِيَّةِ الَتِي اشْتُهِرَ بِها، كانَ مِنْ سُكّانِ المَدِينةِ، وَقيلَ هُوَ رَضِيعُ الْحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُما أَرْضَعَتْهُ أُمُّ قَيسٍ. وقَدْ تَزَوَّجَ قَيسٌ مِنْ لُبْنَى بَعْدَ أَنْ عَشِقَها ثُمَّ طَلَقَها بعدَ أنْ أَجْبَرَهُ أَهْلُهُ عَلَى طَلاقِها، فَنَدِمَ عَلَى ذَلكَ وساءَتْ حَالُهُ وَلَهُ مَعها قِصَصٌ وأَخْبَارٌ عَدِيدَةٌ، وَشِعْرُهُ عالِي الطّبقَةِ فِي التَشْبِيبِ وَوَصْف الشّوقِ والْحَنِينِ، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ. 

687م-
68هـ-