إِذَا خَدِرَتْ رِجْلِي تَذَكَّرْتُ مَنْ لَهَا
الأبيات 11
إِذَا خَـدِرَتْ رِجْلِي تَذَكَّرْتُ مَنْ لَهَا فَنَـادَيْتُ لُبْنَـى بِاسـْمِهَا وَدَعَوْتُ
دَعَوْتُ الَّتِي لَوْ أَنَّ نَفْسِي تُطِيعُنِي لَفَارَقْتُهَــا مِـنْ حُبِّهَـا وَقَضـَيْتُ
بَـرَتْ نَبْلَهَا لِلصَّيدِ لُبْنَى وَرَيَّشَتْ وَرَيَّشــْتُ أُخْـرَى مِثْلُهَـا وَبَرَيْـتُ
فَلَمَّـا رَمَتْنِـي أَقْصَدَتْنِي بِسَهْمِهَا وَأَخْطَأْتُهَـا بِالسـَّهْمِ حِيـنَ رَمَيْتُ
وَفَــارَقْتُ لُبْنَـى ضـَلَّةً فَكَـأَنَّنِي قُرِنْـتُ إِلَـى الْعُيُّـوقِ ثُـمَّ هَوَيْتُ
فَيَـا لَيْـتَ أَنِّي مِتُّ قَبْلَ فِرَاقِهَا وَهَـلْ تَرْجِعَـنْ فَـوْتَ الْقَضِيَّةِ لَيْتُ
فَصـِرْتُ وَشـَيْخِي كَالَّـذِي عَثَرَتْ بِهِ غَـدَاةَ الْوَغَى بَيْنَ الْعُدَاةِ كُمَيْتُ
فَقَـامَتْ وَلَـمْ تُضـْرَرْ هُنَاكَ سَوِيَّةً وَفَارِسـُهَا تَحْـتَ السـَّنَابِكِ مَيِّـتُ
فَـإِنْ يَـكُ تَهْيَامِي بِلُبْنَى غَوَايَةً فَقَـدْ يَا ذَرِيحَ بْنَ الْحُبَابِ غَوَيْتُ
فَلَا أَنْـتَ مَـا أَمَّلْـتَ فِـيَّ رَأَيْتُهُ وَلَا أَنَـا لُبْنَـى وَالْحَيَـاةَ حَوَيْتُ
فَـوَطِّنْ لِهُلْكِـي مِنْكِ نَفْساً فَإِنَّنِي كَأَنَّـكَ بِـي قَـدْ يَـا ذَرِيحُ قَضَيْتُ
قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ
76 قصيدة
1 ديوان

   قيسُ بنُ ذَرِيح الليثيِّ، مِنْ بَنِي عبدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ، شاعِرٌ مِنْ عُشّاقِ العَرَبِ المَشهورِينَ، وصاحِبَتُهُ لُبْنَى بنتُ الحُبابِ الكَعْبِيَّةِ الَتِي اشْتُهِرَ بِها، كانَ مِنْ سُكّانِ المَدِينةِ، وَقيلَ هُوَ رَضِيعُ الْحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُما أَرْضَعَتْهُ أُمُّ قَيسٍ. وقَدْ تَزَوَّجَ قَيسٌ مِنْ لُبْنَى بَعْدَ أَنْ عَشِقَها ثُمَّ طَلَقَها بعدَ أنْ أَجْبَرَهُ أَهْلُهُ عَلَى طَلاقِها، فَنَدِمَ عَلَى ذَلكَ وساءَتْ حَالُهُ وَلَهُ مَعها قِصَصٌ وأَخْبَارٌ عَدِيدَةٌ، وَشِعْرُهُ عالِي الطّبقَةِ فِي التَشْبِيبِ وَوَصْف الشّوقِ والْحَنِينِ، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ. 

687م-
68هـ-