الأبيات 26
أمــن تــذكر أكـل الحـوت بـالرطب أعرضــت عـن لـذة العنـاب والعنـب
أم شــوق نفســك للمعـدوس أورثهـا كراهــة الــتين والرمـان والقصـب
أمـا ترى النيل في تلك البطاح جرى فجــاء مـن رؤيـة الأزهـار بـالعجب
فكيــف تحــزن بالأريــاف مـن أسـف علــى ديـار شـراب المـاء والحطـب
نعــم أميـل لهاتيـك الـديار ولـو أصـبحت فيهـا عـديم المـال والنسب
أحبهـــا وأحــب القــاطنين بهــا وإن جفـــوني بلا ذنـــب ولا ســـبب
أمـا وحرمـة مـا فـي البحر من سمك ومـا حـوى الحـوت مـن رأس ومن ذنب
مـا النيل عندي سوى نيل الترشف من مـاء العصـيلي إذا ما صب في القرب
شوقي إلى القاد في الأحشاء يوقد من نـار اشـتياقي إلـى منجـارة العرب
ومهجـتي فـي رصـيف البنـط ما برحت رهينــة لــم تحـل عنـه ولـم تغـب
وصـورة الصـور فـي الأحسـاء صـورها قلــبي وحلــة عبــس غايـة الطلـب
وفـي الخريـق فـؤادي ضـاع وا أسفي علـى الخريـق بـذاك الحـي فـي لهب
قـد شـاب رأسـي ولـو أني نظرت إلى بـاب الشـبيبي لكـان الرأس لم يشب
أهـوى وقـوفي لـدى باب الحديد لكي أرى مصــابيح سـوق الليـل كالشـهب
فـي رقعـة السـمن لـي قصد ولي غرض وعنـد سـوق الفـواتي منتهـى أربـي
يـا فـوز مـن كان موجودا هناك إذا قـام الحـراج وصار البيع في الرطب
والمشــترون لـه حـازوه وانقلبـوا بنعمــة فـي الفـواتي خيـر منقلـب
يـا عرب ذاك الحمى كيف السبيل إلى قلـبي الـذي نشـا فـي حبكـم وربـي
نـــاديته يــوم ترحــالي أحــدثه بــأنني راحــل عنــه فلــم يجــب
مـن ذا يلـوم علـى شـوقي إلـى بلد العيـش فـي غيـره للقلـب لـم يطـب
مـا عـاقني عـن رجـوعي في أماكنها إلا تراكــم أحزانــي بمــوت أبــي
مـا بـال دهـري إذا مـا رمت نجدته فـي مطلـب سـاءني بـالعكس في طلبي
مــن لـي بـرد أويقـات لنـا سـلفت فــي ينبــع الخيـر والآمـال والأدب
خيـــر البلاد وأرجاهــا وأقربهــا نفعــا وأرجحهــا كســبا لمكتســب
وكيــف لا وهـي مـن دون البلاد غـدت بابـا لبلـدة طـه المصـطفى العربي
أرجــو وآمــل أن اللَــه يجعلنــي فيهـا مقيمـا مـدى الأيـام والحقـب
حسن عبد الرحيم القفطي
57 قصيدة
1 ديوان

حسن بن عبد الرحيم بن علي الخطيب الخزرجي القفطي.

من شعراء قفط بمصر، ولد ونشأ في بلدة القصير وتوفي بقفط.

له (ديوان القفطي- ط) جمعه ابن له.

1903م-
1321هـ-