وسنان وهو يحيك أشراك الهوى
الأبيات 19
وسـنان وهـو يحيك أشراك الهوى بمغلــف الأســرار مـن أهـدابه
غــافلته فلثمــت لمــة شـعره وتمتعــت كفــى بضــم ثيــابه
فثنـى رطيـب العـاج عني غاضبا وأذاقنـي شـهد العتـاب كصـابه
وأشـاح وهـو يكـاد يجمح عاتبا وأكـاد أفنـى فـي لذيـذ عتابه
فأخـذت بيـن يـدي كفـا ناعمـا أفـديه بالحسـب الرفيع النابه
ولثمتــه ووضـعته فـوق الفـؤا د المكتــوى بلهيبــه وعـذابه
وطفقــت أرأمــه وأعطفــه وأس ألـه الـترفق وهـو ليـس بـآبه
حـتى تـالم كفـه المعبـود مـن خفقــان قلــب ثـائر ممـا بـه
فحنــا ورق وضـم رسـما دارسـا يسـرى جنـون الحـب فـي أصـلابه
قمرٌ أتم اللَه نقصان الوجود بن وره وجمــــاله فســـما بـــه
ملـك لـو ان اللَه لم يخلقه ما آمنــت بالإعجــاز فـي إغرابـه
فـي صـوته المقتـول غنّـة عابد تــتراقص الآمــال فـي محرابـه
ولنهـده النشـوان رقصـة مـاجن ســلبت القــديس كــل صــوابه
شـفتاه مـن ورد الجنـان وقـده أفـدى بصـفو العيـش ماء شبابه
ورضــابه خمــر إلهــي أضــعت العمـر فـي شـوقى لرشـف حبابه
وقنعــت مـن حـبي لـه بصـدوده وبصـــمته ودلالـــه وغيـــابه
وعبــدت فيــه عفـافه وحيـاءه وهـو الـذي تجثو القلوب ببابه
قلـبي وفيـه العـزة الشماء قد رضـى التـذلل وهـو لا يرضـى به
يـا ليتـه بـالغيث يحيـى ميته وهـو الـذي أضـناه لمـع سرابه
صالح الشرنوبي
177 قصيدة
1 ديوان

صالح بن علي الشرنوبي المصري.

شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها.

دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم.

ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام.

ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً.

له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط).

1951م-
1370هـ-