الإمتاع والمؤانسة
الإمتاع والمؤانسة

أبو حيان التوحيدي

الإمتاع والمؤانسة

المؤلف أبو حيان التوحيدي
من عيون الأدب العربي، ويضم مسامرات سبع وثلاثين ليلة قضاها التوحيدي في منادمة الوزير أبي عبد الله العارض، وزير صمصام الدولة ابن عضد الدولة البويهي. جمعها التوحيدي وأهداها لأبي الوفاء المهندس (محمد بن محمد البوزجاني) الذي وصله بالوزير أبي عبد الله. وهو ثلاثة أجزاء، جاء في ختام الجزء الثالث قوله: (وهذا هو الثالث وقد ألقيت فيه كل ما في نفسي من جد وهزل.....ولأنه آخر الكتاب ختمته برسالة وصلتها بكلام في خاص أمري) ووصفه بقوله 1 / 13: (وفيه ما يشيط ...

وفي بعض صفحات المخطوطة: تعليق على بعض الرسائل أنها أنشئت في رجب سنة 374هـ قال أحمد أمين في مقدمته للكتاب: (وللكتاب فيما أعلم نسختان، لا أعلم لهما في مكتبات العالم ثالثة) ثم وصف النسختين وعرف بهما. وكشف الغموض عن حقيقة أبي عبد الله العارض وأنه على الأرجح الوزير الخطير أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سعدان الذي ضمت مجالسه من الندماء ما لم تضم مجالس المهلبي وابن العميد والصاحب ابن عباد، وفنّد ما ذهب إليه القفطي من أن التوحيدي ألف كتابه هذا ...

ويؤيد ما ذهب إليه المرحوم أحمد أمين قول ابي حيان أثناء كلامه على الشاعر ابن حجاج:

(واصحابنا يستحسنون قول ابن الحجاج في الوزير حين يقول: (لله در الحسين من قمر =ردت إليه وزارة الشمس) فقال: إن قبلت هذا منهم خفت أن يقال: مادح نفسه يقرئك السلام؛ وما أصنع بهذا البيت وهو مضموم إلى كل بيت سخيف في القصيدة) ولا وجود لهذه القصيدة فيما وصلنا من ديوان ابن حجاج !!.

قال القفطي: (وما أحسن ما رأيته على ظهر نسخة من كتاب الإمتاع بخط بعض أهل جزيرة صقلية، وهو: ابتدأ أبو حيان كتابه صوفياً وتوسطه محدثاً وختمه سائلاً ملحفاً)

ويضم الكتاب أضواء كاشفة لحياة الأمراء في النصف الثاني من القرن الرابع، وما كان يدور في مجالسهم من حديث وجدال وخصومة وشراب. ومن نوادره: وصف مناظرة السيرافي ومتى بن يونس في المفاضلة بين المنطق اليوناني والنحو العربي، وسؤال الوزير في الليلة (17) عن رسائل إخوان الصفا وحقيقة مؤلفيها، ضمنها كتابا له اهداه للوزير، ومن ذلك إحصاء عدد القيان العاملات في ملاهي الكرخ سنة 360هـ. ومن نوادره ذكره للشاعر العسجدي، وكان من شعراء الفرس، ليست له ترجمة في ... وطريقة الكتاب أن الوزير يقترح الخوض في موضوع، وأبو حيان يجيبه عما اقترح، حتى إذا أراد الوزير الإخلاد إلى النوم سأل أبا حيان ملحة الوداع، وربما اقترح أن تكون ملحة الوداع شعراً بدوياً، يشم من رائحة الشيح والقيصوم.

والتوحيدي: نسبة إلى نوع من التمر يسمى (التوحيد) كان أبوه أو أحد أجداده يبيعه. كذا في (تاج العروس) قال: وعليه حمل شراح المتنبي قوله: هن أحلى فيه من التوحيد.

قال ابن حجر في (لسان الميزان): ويحتمل أن يكون نسبته إلى التوحيد، الذي هو الدين، فإن المعتزلة يسمون أنفسهم أهل التوحيد.

قلت: ولعل أن يكون نسب إلى التوحيد لقوله في الإمتاع والمؤانسة (3/ 135): (وأنا أعوذ بالله من صناعة لا تحقق التوحيد ولا تدل على الواحد ولا تدعو إلى عبادته)
أبو حيان التوحيدي
أبو حيان التوحيدي

علي بن محمد بن العباس التوحيدي، أبو حيان: فيلسوف، متصوف معتزلي، نعته ياقوت بشيخ الصوفية وفيلسوف الادباء. وقال ابن الجوزي: كان زنديقا. ولد في شيراز (أو نيسابور) وأقام مدة ببغداد. وانتقل إلى الري، فصحب ابن العميد والصاحب ابن عباد، فلم يحمد ولاءهما. ووشي به إلى الوزير المهلبي فطلبه، فاستتر منه ومات في استتاره، عن نيف وثمانين عاما. قال ابن الجوزي: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، والتوحيدي، والمعري، وشرهم التوحيدي لانهما صرحا ولم يصرح.

وفي بغية الوعاة أنه لما انقلبت به الأيام رأى أن كتبه لم تنفعه وضن بها على من لا يعرف قدرها، فجمعها وأحرقها، فلم يسلم منها غير ما نقل قبل الإحراق . من كتبه «المقابسات - ط» و «الصداقة والصديق - ط» و «البصائر والذخائر - ط» الأول منه، وهو خمسة أجزاء، و «الإمتاع والمؤانسة - ط» ثلاثة أجزاء، و «الإشارات الإلهية - ط» موجز منه، و «المحاضرات والمناظرات» و «تقريظ الجاحظ» و «مثالب الوزيرين ابن العميد وابن عباد - ط».ولعبد الرزاق محيي الدين «أبو حيان التوحيدي - ط» في سيرته وفلسفته، ومثله للدكتور محمد إبراهيم، وللدكتور حسان عباس . (الأعلام للزركلي)